الراي نيوز - آرام المصري 

أكد العين الأسبق والخبير السياسي والعسكري الباشا غازي الطيب في حديث لوكالة رم للأنباء أن المشهد السياسي الأن يتبع المشهد العسكري وهو أن جيش الإحتلال واصل أعماله القمعية والتدميرية والهمجية التي لا ترتقي إلى مستوى البشر أو الحروب وذلك بقتل المدنيين.

وأشار إلى أن ما يجعل المشهد السياسي مُبشر في هذه الفترة هو الإتفاق على هدنة لمدة أربعة أيام وذلك لتبادل الأسرى، مشيرًا إلى أن التوصل إلى مثل هذه الهدنة في الحروب هو أمر منطقي.

وأضاف الطيب أن هذه الهدنة عسكرية حيث ظهر ذلك في بنودها والتي تقضي بوقف الطائرات عن التحليق فوق غزة وكذلك وقف القصف على جميع المحاور في القطاع ما يعني توقف العسكرية من الطرفين لإعطاء فرصة لعملية تبادل الأسرى. 

وبيّن أن الهدنة ستعطي مجال للمقاومة لإعادة حساباتها كما وستسهم في إعطاء إستراحة للمقاومين الذين يقومون بالقتال متكلين على الله وعلى أنفسهم. 

وأكد الطيب ان المقاومة هي التي فرضت هذا الموقف، فالتوصل إلى الهدنة يعني نصر واعتراف أولي بقوة المقاومة التي استطاعت أن تصمد حتى هذا الوقت وتفرض على العدو ما تريد. 

وآمل أن يلتزم الاحتلال بهذه الهدنة، مشيرًا إلى أنه لم يلتزم بالقواعد التي أُقرت في الحروب والتي سبق وأُعلن عنها في جنيف وفي أروقة الأمم المتحدة وكذلك قواعد الإشتباك المتعارف عليها. 

وحول ما بعد الهدنة، قال الطيب إنه من الممكن ان يستجيب الاحتلال للضغوط الدولية في وقف الحرب وخاصة بعد انحراف العالم تجاه المقاومة وإعطائها الحق في الدفاع عن نفسها، مؤكدًا أن ما تقوم به اسرائيل ليس دفاع عن النفس إنما هو تطهير عرقي فيه ظلم وحقد وانتقام عسكري باستخدام أسلحة متقدمة وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وعن تصريحات سابقة للإحتلال بعدم وقف الحرب الا بعد القضاء على حماس، استشهد الطيب بتصريحات خرجت من الإحتلال نفسه وتفيد بأنه لا يمكن القضاء على حماس فهي أيدولوجية عقائدية وفكرية يملكها الفلسطينيين أينما كانوا في العالم. 

وحول نهاية الحرب، قال الطيب " في ظل تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي في منصبه قد لا يكون هناك نهاية إلا بنهايته هو، فكافة تصريحاته تؤكد بأنه يحاول إطالة آمد الحرب". 

وأضاف أن الفوضى والضغط الموجود في الشارع الإسرائيلي حاليًا يعطي أملًا بوقف الحرب وخاصة في ظل الضغط من قبل الولايات المتحدة والتي أصبح لها رأي أخر وظهر ذلك في التصريحات الأخيرة للرئيس جو بايدن حيث أعلن حق الفلسطينيين بإقامة دولة. 

وأكد أن هذا الإعتراف لم يأتي من فراغ إنما هو نتيجة للمقاومة، مشيرًا الى خطابات جلالة الملك عبدالله الثاني والتي طالب من خلالها بحل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه .

وأشاد بموقف جلالته ومسعاه في توظيف معرفته وصداقته ومكانته في العالم من أجل أهلنا في غزة، مشيرًا إلى عمليات الإنزال والتي لا يستطيع أي سياسي في العالم أن يقوم بهذه المغامرة وخاصة في ظل ما يشهده القطاع من عمليات قصف ومدافع غير مُقيدة ليؤكد على رسالته بالوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين يدافعون بأرواحهم عن أرضهم. 

وحول تواجد ولي العهد في العريش، كشف الطيب أن سموه قام بمغامرة جريئة حيث أشرف بنفسه على إيصال المساعدات الطبية عبر المستشفى الميداني الأردني، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تحمل رسالة عظيمة قوبلت بالإعجاب والتقدير لسموه حيث أشعر العالم باهتمامنا بقضية فلسطين، وأن الأردن أول متأثر بهذه القضية. 

ووجه الطيب نداء للعمل على السماح وتسهيل مرور الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية لغزة في الحرب وهو أقل ما يمكن تقديمه.